الثلاثاء، 9 مارس 2010

في مكتبة الجامعة

اتجهت مسرعا الى محاضرتي خوفا من ان تفوتني ,كانت الساعة انذاك الثامنه صباحا وعند وصولي قاعة المحاضره رأيت معظم الطلاب يغادرون القاعة فسألت أحدهم ما الذي يحدث ولماذا لطلاب يغادرون ؟ فأجبني ( الدكتور أعتذر عن هذه المحاضره اليوم) تعجبت قليلا لأن الدكتور لا يحب الغياب (ويقول لنا انا لا اغيب فيجب عليكم عدم الغياب والالتزام بالحضور الدائم مفهوم) هذه هي جملته المعتادون عليها .
لكن قلت لنفسي لعل المانع خير، فخرجت انا ايضا متجه الى المكتبة لكي اقضي بها وقت فراغي لاني كنت املك وقتا كبيرا.
فدخلت المكتبة والواضح في الامر اني كنت اول من دخل المكتبة من الطلبة , فصعدت الطابق الثالث وبحثت عن كتاب لكي اقرأ فيه , واستحببت لنفسي زاويتا بأعتقادي كانت تكشف الطابق بأكمله , فجلست أطالع الكتاب الى ان شعرت بتردد الطلبة الى المكتبة فنظرت الى ساعتي فعجبت كل العجب بأني قضيت ساعتين في المطالعة وانا منسجم بما اقرأ ,ولاني املك الوقت الكافي حتى موعد المحاضره الاخرى جلست اكمل قراءة الكتاب , وبعد دقائق لفت انتباهي صوت غريب مثل (قرقعة) حذاء فرفعت رأسي فنظرت فاذا احدى الفتيات تتجه الى طاولة المكتبة هي وزميلتها ,كان مجرد موقف, نظرة,وانتباه فقط, فرجعت الى القراءة مره اخرى وبعد دقائق, لا اعتقد بأنها كانت اطول من الدقائق الاول نفس القرقعة لكن بصوت اعلى فرفعت رأسي, فأذا بمجموعة من الشباب واذكر عددهم اربعه اتجهوا الى نفس الطاولة التي تجلس عليها الفتاتان واخذ كل واحد منهم يجلب المقاعد الموضوعة لطاولات الاخرى ويسحبها بصوت مرتفع واظن انه كان مزعج ايضا, فجلست اتتبع ماذا يفعلون واهملت مطالعتي ,فبدأو يتحدثون بصوت منخفض فتعجبت لأمرهم فبقيت ما يقارب الدقيقتن اتتبعه الى ان هدؤا فرجعت واكملت مطالعتي وبعد لحظات بدأ الامر يزداد ارتفاع صوت ,ضحك فنتقل الامر من تمتمه الى إزعاج.
واظن انني لست الوحيد الجالس , كان ايضا هناك اناس اخرون قبل قدوم المشاكسين , لفت انظار الكل الى ما يفعلون ,توقعت ان يأتي مشرف المكتبة ويطلب منهم ان يخفض صوتهم على الاقل اهملت القراءة وجلست اتابعهم يا ترى ما الذي يضحكهم .
مرت ساعه كاملة وهم متفاعلون بمايفعلون, ولكن لم اكن أراهم قط بأنهم يفعلون شي مفيد سوى الضحك والكلام ,المكتبة التي نتردد اليها لكي نثري بها من معارف اصبحت استراحة لطلبة يعتقدون بأنهم بهذا الاسلوب اناس يتمتعون بالثقافة والتحضر والمرح.
ولكن هم لا يعلمون بأنهم يصنعون ما لايفعلون ,فتذكرت ان موعد محاضرتي قد حان فقمت من مكاني , ومررت من جانبهم وحاولت لفت انتباهم فتبسمت لهم متمنياً منهم بأن يفهمون سر هذه الأبتسامة.
كتبها: موسى ابوقاعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق