الثلاثاء، 25 مايو 2010

مهنة أحد حفاري القبور قصة تستحق أن تروى

مهنة أحد حفاري القبور قصة تستحق أن تروى

"لاتنام بين القبور ولا تشوف منامات وحشة"هكذا بدء حديثة السيد عدنان كريزم متعهد وباني القبور في مقبرة رمثا الجديدة أثناء تجواله معنا في مكان عمله .
لم تكن المسافة بعيده فالمقبرة التي يعمل فيها السيد كريزم تبعد عشر كيلو مترات الى الشرق من مدينة إربد.
بثقه واندفاع بدء السيد كريزم يتحدث معنا عن طبيعة عمله وعن وصف المكان الذي يعمل فيه"مضى على عملي في هذه المهنة خمسة وعشرين عاماً لن يغيب عن ذاكرتي اي موقف او قصة حدثت معي فبين هذه القبور التي تزرع الوحشة والخوف في قلوب من يدخلها يجد السيد كريزم الراحة والطمأنينة ويضيف أنها فرصة لكي يعرف الأنسان أن مصيره في النهاية تحت التراب.
لم نكن قد بدأنا في تصوير بعد إلا ولاحظنا السيد كريزم يتركنا ويمشي سريعاً متجهاً الى احدى القبور يبعد بكلتا يديه ما عليها لتبقى نضيفة لا يوجد عليها سوى التراب .
حاولنا سؤاله لماذا فعل ذلك لكن كان يجبني عن اي استفسار قبل أن نسأل فأجابنا"هذه المهنة هي مهنة أجر قبل أن تكون أجره"
ثم ذهبنا برفقة السيد كريزم الى الجهة الأخرى من مكان عمله وقبل الوصول الى ذلك المكان سألنا السيد كريزم عن الجو اذا كان حارا فكانت إجاباتنا متفقا فتبسم وقال بحيوية بادية المنطقة مرتفعة ومفتوحة من جميع الجهات ويسقط فيها الأمطار بشكل ممتاز وتعرفون انها منطقة ترابية ففي فصل الشتاء المكان مليء بالطين والممرات مغموسه بالماء وهذا اصعب شيْ نواجهه فالجهد الذي نبذله في الصيف نبذل بداله جهدين في الشتاء "ما وصلّنا المكان الا وتناول السيد كريزم "الكريك والطورية" وبدء يحفر بقبر جديد في ذلك الوقت كنا قد بدءنا في التصوير وفجاء رن هاتف السيد كريزم فرد علية وبدء يضحك ويمزح ويقول " هلا وين اللي ما بسأل ... لا يارجل ... لا حول ولا قوة إلا بالله.... طيب ........ اليوم خلص بعد ساعة بكون جاهز ان شاء الله"
كانت مكالمة من أحد اصدقاء السيد كريزم يخبره عن وفاة شخص ويريد منه ان يحفر قبر جديد لأنه سيدفن اليوم , لكن لم نعرف عن أصدقاء السيد كريزم الكثير لأنه لم يخبرنا عنهم سوى القليل " اصدقائي كثر منهم ما تعرفت عليهم بحكم مهنتي ومنهم اصدقاء العمر وربما انا الوحيد فيهم اللي عملت في هذه المهنة"
وعلى بعد خطوات انتقلنا مع السيد كريزم الى مكان آخر لبناء احد القبور وكان السيد كريزم يقول" انا لم أترك مقبرة في الشمال لم أعمل بها تقريباً بشكل عام سبعين بالمئة سواء الدفن او بناء قبر من 1985م وانا ملتزم بهذه المهنة"
داهمنا الوقت والسيد كريزم في الحديث عن مهنته فكانت كلماته الأخيرة لنا " لم يبقَ أحد من أقاربي أو أصدقائي أو معارفي إلا وطرح علي فكرة العمل في مهنة أخرى أو وظيفة حكومية لكن لم أقبل, فهذه المهنة أصبحت جزء من حياتي ولا أستطيع تركها لأن تكونت لدي قناعة تامة عن عمل هذه المهنة , الكثير قال لي عندما تكبر ابنتك وتسألك عن عملك شو بدك تحكيلها فكانت ردة فعله قد رسمت بسمه جاد على وجهه فقال "راح أحكيلها هي أجر قبل متكون أجره"
انهينا مقابلتنا مع السيد كريزم وحملنا معداتنا وغادرنا المكان وتركنا السيد كريزم
خلفنا يستقبل جنازة جديدة لمتوفى لكي يدفنه في القبر الذي حفره له.
ومهنة السيد كريزم مهنة كباقي المهن وهي ضروره لابد من وجودها لكن من الصعب على الجميع العمل في هذه المهنة لتأثيرها النفسي على الشخص لكن قناعة السيد كريزم جعلتنا نفكر من جديد بفرصة العمل بمهنة حفاري القبور .
كتبها: موسى القعايدة
علاء الشماع
لمتابعة القصة كاملةً تابع الفيديو

مهنة أحد حفاري القبور قصة تستحق أن تروى

الخبز البلدي المشروح

الثلاثاء، 23 مارس 2010

الثلاثاء، 9 مارس 2010

منبر القاهرة

في مكتبة الجامعة

اتجهت مسرعا الى محاضرتي خوفا من ان تفوتني ,كانت الساعة انذاك الثامنه صباحا وعند وصولي قاعة المحاضره رأيت معظم الطلاب يغادرون القاعة فسألت أحدهم ما الذي يحدث ولماذا لطلاب يغادرون ؟ فأجبني ( الدكتور أعتذر عن هذه المحاضره اليوم) تعجبت قليلا لأن الدكتور لا يحب الغياب (ويقول لنا انا لا اغيب فيجب عليكم عدم الغياب والالتزام بالحضور الدائم مفهوم) هذه هي جملته المعتادون عليها .
لكن قلت لنفسي لعل المانع خير، فخرجت انا ايضا متجه الى المكتبة لكي اقضي بها وقت فراغي لاني كنت املك وقتا كبيرا.
فدخلت المكتبة والواضح في الامر اني كنت اول من دخل المكتبة من الطلبة , فصعدت الطابق الثالث وبحثت عن كتاب لكي اقرأ فيه , واستحببت لنفسي زاويتا بأعتقادي كانت تكشف الطابق بأكمله , فجلست أطالع الكتاب الى ان شعرت بتردد الطلبة الى المكتبة فنظرت الى ساعتي فعجبت كل العجب بأني قضيت ساعتين في المطالعة وانا منسجم بما اقرأ ,ولاني املك الوقت الكافي حتى موعد المحاضره الاخرى جلست اكمل قراءة الكتاب , وبعد دقائق لفت انتباهي صوت غريب مثل (قرقعة) حذاء فرفعت رأسي فنظرت فاذا احدى الفتيات تتجه الى طاولة المكتبة هي وزميلتها ,كان مجرد موقف, نظرة,وانتباه فقط, فرجعت الى القراءة مره اخرى وبعد دقائق, لا اعتقد بأنها كانت اطول من الدقائق الاول نفس القرقعة لكن بصوت اعلى فرفعت رأسي, فأذا بمجموعة من الشباب واذكر عددهم اربعه اتجهوا الى نفس الطاولة التي تجلس عليها الفتاتان واخذ كل واحد منهم يجلب المقاعد الموضوعة لطاولات الاخرى ويسحبها بصوت مرتفع واظن انه كان مزعج ايضا, فجلست اتتبع ماذا يفعلون واهملت مطالعتي ,فبدأو يتحدثون بصوت منخفض فتعجبت لأمرهم فبقيت ما يقارب الدقيقتن اتتبعه الى ان هدؤا فرجعت واكملت مطالعتي وبعد لحظات بدأ الامر يزداد ارتفاع صوت ,ضحك فنتقل الامر من تمتمه الى إزعاج.
واظن انني لست الوحيد الجالس , كان ايضا هناك اناس اخرون قبل قدوم المشاكسين , لفت انظار الكل الى ما يفعلون ,توقعت ان يأتي مشرف المكتبة ويطلب منهم ان يخفض صوتهم على الاقل اهملت القراءة وجلست اتابعهم يا ترى ما الذي يضحكهم .
مرت ساعه كاملة وهم متفاعلون بمايفعلون, ولكن لم اكن أراهم قط بأنهم يفعلون شي مفيد سوى الضحك والكلام ,المكتبة التي نتردد اليها لكي نثري بها من معارف اصبحت استراحة لطلبة يعتقدون بأنهم بهذا الاسلوب اناس يتمتعون بالثقافة والتحضر والمرح.
ولكن هم لا يعلمون بأنهم يصنعون ما لايفعلون ,فتذكرت ان موعد محاضرتي قد حان فقمت من مكاني , ومررت من جانبهم وحاولت لفت انتباهم فتبسمت لهم متمنياً منهم بأن يفهمون سر هذه الأبتسامة.
كتبها: موسى ابوقاعود